“تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع” هو نص الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة. ويتضمن تحقيق هذا الهدف عدة أولويات منها: تشجيع المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الحجم. 

في هذا المقال توضيح لأهمية هذه المشروعات بالنسبة للمجتمع والافراد، بالإضافة إلى تطبيق هذا الهدف في نموذج التنمية

المستدامة داخل عزبة أبو قرن.

العمل اللائق

التنمية المستدامة معناها؛ التنمية التي تلبى حاجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. وهو ما يظهر الأفراد كأحد أهم عناصر تحقيق التنمية المستدامة. 

وأحد حقوق الأفراد هو حق العمل والذي يتضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ والذي ينص على أن “للجميع الحق في العمل بشروط عمل عادلة ومُرضية وفي الحماية من البطالة.” 

وهو ما تسعي التنمية المستدامة إلى تحقيقه من خلال الهدف الثامن من أهدافها. ولكن؛ ما هو العمل اللائق؟

العمل اللائق بحسب منظمة العمل الدولية هو العمل الذي يحترم الحقوق الأساسية للفرد كإنسان كما يحترم حقوق العاملين في إطار مجموعة من قواعد الأمان مع مراعاة السلامة الجسدية للفرد..

معني النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية

كثيراً ما يختلط الأمر بين المفهومين أو يعتقد الكثير أنهما مترادفان لنفس المعني، ولكن يختلف النمو الاقتصادي عن التنمية الاقتصادية. 

ففي أي مجتمع يعبر النمو الاقتصادي عن زيادة الإنتاج الاقتصادي من سلع وخدمات خلال فترة معينة، ويترتب على ذلك؛ النمو زيادة أرباح المؤسسات بالتالي زيادة الاستثمارات وزيادة فرص العمل، وهو ما يترتب عليه زيادة الدخل وزيادة الاستهلاك. 

أما التنمية الاقتصادية هي انتقال المجتمع من حالة اقتصادية إلى حالة اقتصادية أفضل. وترتب على ذلك؛ تحسين مستوي معيشة الافراد واستثمار الموارد المختلفة، تقليل معدلات البطالة والفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين فئات المجتمع. 

ويمكن القول إن الفرق بينهما أن؛ النمو الاقتصادي هو ما نراه نتيجة لتطبيق سياسات التنمية الاقتصادية المختلفة.

التطبيق داخل العزبة

النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية من أهم مفاهيم علم الاقتصاد والتي يصعب تبسيطهما بالإضافة إلى العمل اللائق حيث المفاهيم تصف بشكل عمومي وعلى مستوى الدول ولكن؛ يمكن أن نري تطبيقها في مجتمع العزبة، فنتمكن من رؤية دورة التنمية التي نسعى لتحقيقها من خلال نموذج التنمية المستدامة داخل العزبة.

مشروعات صغيرة

حيث نري أن؛ مشروع (مشروعات صغيرة) يقوم بعمل معرض للأهالي ليقدموا أفكار لمشاريع صغيرة ومتناهية الصغر لها أن تفيد مجتمع العزبة وتكون مصدر دخل لصاحب المشروع، فيقوم الفريق بدراسة المشاريع وتقديم القروض الحسنة البسيطة للأهالي وتأهيلهم لإدارتها وحل المشكلات التي قد تواجههم. وهو ما يتطلب تدريب الفريق علي عمل دراسة الجدوى والتخطيط لمشروع وإدارته لكي يتمكن أعضاء الفريق من تعليم الأهالي. وهو جانب اخر وهدف من أهداف المشروع وهو تعليم الطلاب المهارات المختلفة لإدارة الأعمال.

فتكون الصورة الكاملة للمشروع هي تأهيل شباب من طلبة الجامعات وتعليمهم مهارات إدارة الأعمال ليتمكنوا من تعليم وتأهيل أهالي العزبة ليتمكنوا من إدارة مشروعاتهم الخاصة والتي من شأنها إفادة صاحب المشروع وتوفير دخل ثابت له بالإضافة إلى إفادة أهالي العزبة من خلال توفير سلع وخدمات لم تكن متوفرة داخل العزبة وبأسعار مناسبة.

مشروع (ع)

هو مشغل خياطة تيشرتات تعمل به سيدات من العزبة، حيث يقوم المشروع بتوفير تدريب لتعليم الفتيات والسيدات الخياطة ويشرف على عملية الإنتاج والمبيعات فريق من الطلاب، وقد قام الفريق بتنفيذ طلبيات للعديد من الأنشطة الطلابية وحفلات التخرج وغيرها. يوفر المشغل مصدر دخل ثابت للسيدات اللاتي يعملن به كما يوفر مهارة تمكن السيدات والبنات من العمل بها لأنفسهن أيضاً.

فتكون الصورة الكاملة للمشروع هو وجود فريقين: فريق تروس المسؤول عن إدارة الجودة وتوزيع المرتبات وإدارة عملية الإنتاج والإشراف على السيدات داخل المشغل. وفريق المبيعات والتسويق: والمسؤول عن إدارة عمليات البيع والتواصل مع العملاء المحتملين والتسويق للمنتج والمشروع.

يتعاون الفريقان لإدارة المشروع والذي يمثل مصدر دخل ثابت لبعض سيدات العزبة، كما يتدرب أعضاء الفريقان على العديد من المهارات بشكل عملي وعلى مشروع حقيق على أرض الواقع وهو ما يعد خبرة للمهتمين بمجال إدارة الأعمال والمشروعات.

يمكنك التعرف على محاور التنمية الأخرى لنا داخل العزبة من خلال متابعة مقالاتنا وفاعلياتنا أو متابعة صفحة الفيسبوك.